الفتق هو حالة تحدث عندما تضعف العضلات التي تدعم البطن، ما يسمح للأعضاء والأنسجة الداخلية بالتمدد، وتتعدد أنواع الفتق، وهو ما سنوضحه في المقال التالي.
أنواع الفتق
تتعدد أنواع الفتق، مثل: الفتق الإربي (الفخذ الداخلي)، والفتق الفخذي (الفخذ الخارجي)، والفتق السري (سرة البطن)، والفتق الجراحي (الناتج عن قطع جراحي)، والفتق الحجابي (الجزء العلوي من المعدة).
- الفتق الإربي
يكون الفتق الإربي أكثر شيوعًا عند الرجال منها عند النساء، إذ يصاب حوالي 1 من كل 4 رجال بفتق إربي. ويتكون عندما يندفع جزء من الأمعاء في أسفل البطن، ويتسبب هذا في انتفاخ في منطقة من الفخذ تسمى القناة الإربية.
يوجد نوعان من الفتق الإربي:
- غير مباشر: تدخل الأمعاء القناة الإربية، هذا هو النوع الأكثر شيوعًا.
- مباشر: لا تدخل الأمعاء القناة الإربية ولكنها تمر مباشرة عبر جدار الأمعاء.
في حالة الفتق الإربي، من المحتمل أن ترى كتلة، وقد تبدو أنها تختفي عند الاستلقاء، ولكن يمكن رؤيتها بوضوح عند السعال أو الوقوف أو الإجهاد، وبشكل عام، لا تشكل هذه الفتوق خطورة.
- فتق الفخذ
تشكل الفتوق الفخذية عددًا قليلاً فقط، وهي أكثر شيوعًا لدى النساء الأكبر سنًا وغالبًا ما يتم الخلط بينها وبين الفتق الإربي.
تنتفخ الفتوق الفخذية في منطقة مختلفة من الفخذ تسمى القناة الفخذية؛ التي توجد أسفل القناة الإربية مباشرةً، قد ترى كتلة حول ثنية الفخذ أو في أعلى الفخذ مباشرةً.
- فتق السرة
يعاني حوالي 15٪ من الأطفال من فتق خلقي، وعادة ما يكون فتق السرة، الذي يحدث عندما يضغط الدهن أو جزء من الأمعاء عبر العضلات بالقرب من السرة، إذ إنه نوع من الفتق البطني، ما يعني أنه يؤثر على عضلات جدار البطن.
وهو أكثر شيوعًا عند الأطفال حديثي الولادة، وخاصة أولئك الذين ولدوا قبل الأوان، ولكن يمكن للبالغين الإصابة به أيضًا.
النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالفتق السري. كما أنه تزيد احتمالية الإصابة به، خاصة في الحالات التالية:
- زيادة الوزن.
- الحمل المتعدد.
- وجود الكثير من سوائل البطن (حالة تسمى الاستسقاء).
- السعال طويل الأمد.
- صعوبة في التبول بسبب تضخم البروستاتا.
- الإمساك لفترات طويلة.
- التقيؤ بشكل متكرر.
- الفتق الجراحي
تشير الدراسات إلى أنه حوالي 1 من كل 10من الذين خضعوا لعملية جراحية، وخاصة الجراحة الطارئة يعانون من الفتق الجراحي، وهذا يعني أنها تتكون في المكان الذي أجريت فيه عملية جراحية سابقة. فربما أضعفت الجراحة عضلات جدار البطن، ما يجعلها عرضة للتمزق.
وقد تبرز الثقوب أو الجروح النسيج من خلالها، ونظرًا لأنها تؤثر في جدار البطن، فإنها تعتبر نوعًا من الفتق البطني، مثل فتق الفخذ قد تؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة إذا لم يتم علاجها.
من الممكن أن يصاب الشخص بفتق الحجاب الحاجز إذا قام بأي من هذه الأشياء قبل أن يلتئم الجرح تمامًا:
- اكتساب الكثير من الوزن.
- ممارسة الرياضة في وقت مبكر جدًا أو بكثافة.
- الحمل.
تزداد نسبة الإصابة أيضًا إذا أصيب الجرح بالعدوى أو في الحالات الآتية:
- الشيخوخة.
- السمنة.
- مرض رئوي طويل الأمد.
- مرض السكري أو الفشل الكلوي.
- التدخين.
- تناول أدوية طويلة الأمد مثل الستيرويدات أو الأدوية التي تؤثر على جهاز المناعة.
- فتق الحجاب الحاجز
يصاب حوالي 1 من كل 5 أشخاص بفتق الحجاب الحاجز، ونصفهم فوق سن الخمسين، وهو أيضًا النوع الأكثر شيوعًا من الفتق بين الحوامل.
على عكس العديد من أنواع الفتق الأخرى، لا يؤثر فتق الحجاب الحاجز على جدار البطن، بل إنه يؤثر على الحجاب الحاجز؛ وهو عبارة عن طبقة من العضلات تفصل الصدر عن البطن، ليمتد المريء من الحلق إلى المعدة ويمر عبر فتحة في الحجاب الحاجز.
في حالة فتق الحجاب الحاجز، ينتفخ جزء من المعدة من خلال هذه الفتحة إلى الصدر. لن ترى أي كتلة، ولكن قد تشعر بحرقة في المعدة أو ألم في الصدر وتلاحظ طعمًا مرًا في الفم.
- فتق فوق المعدة
أقل من 4% من الفتق البطني يكون فوق المعدة، وهو أكثر شيوعًا عند الرجال وكذلك الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و50 عامًا.
يتشكل الفتق الشرسوفي في منتصف المسافة بين عظم القص (عظم الصدر) وسرة البطن. ويحدث ذلك عندما تندفع الدهون عبر ثقب في عضلات جدار البطن، ما يتسبب في انتفاخ مؤلم.
- فتق سبيجليان
هذا النوع من الفتق نادر، ويشكل أقل من 2% من جميع فتق جدار البطن. وهو أكثر شيوعًا عند النساء والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
يتكون عندما يدفع نسيج البطن من خلال ثقب في منطقة من النسيج الضام تسمى اللفافة سبيجليان، وقد لا تلاحظ وجود كتلة.
- فتق العجان
يعد هذا الفتق نادر أيضًا، ويحدث عندما يبرز نسيج البطن من خلال ثقب في قاع الحوض. وقد يرجع ذلك إلى حدوث الجراحة أو الإصابة أو الحمل. يؤثر في أقل من 7% من الأشخاص الذين خضعوا لجراحة الحوض، وهو أكثر شيوعًا عند النساء.
- فتق الحجاب الحاجز الخلقي
يعد هذا عيب خلقي خطير يصيب الأطفال، وهو الأقل شيوعًا. يحدث عندما يكون الحجاب الحاجز (جدار العضلات الذي يفصل بين الصدر والبطن) به ثقب، ومن الممكن لأعضاء الطفل التي لا تزال في مرحلة النمو أن تنزلق عبر الفتحة وتتجمع في الرئتين.
ما تشترك فيه كل عوامل الخطر هذه هو زيادة الضغط في منطقة البطن، أو البطن، مما يدفع الفتق للخارج.
ما هي المضاعفات المحتملة للفتق؟
في أغلب الحالات، تبدأ المضاعفات عندما يحدث الفتق ولا يمكن إعادته إلى مكانه (ما يسمى بالانحباس). قد يصبح الفتق المحبوس مؤلمًا وخطيرًا بشكل متزايد. إذا كانت الأمعاء هي التي انحبست، فقد تصاب الأمعاء بانسداد يجعلها غير قادرة على تمرير الطعام أو الغازات. إذا لم تتمكن الأنسجة المحبوسة من الوصول إلى إمدادات الدم (الاختناق)، فقد يؤدي ذلك إلى موت الأنسجة (النخر أو الغرغرينا).
مضاعفات فتق الحجاب الحاجز مختلفة، إذ أنه نادرًا ما يسبب فتق الحجاب الحاجز مضاعفات، باستثناء الارتجاع الحمضي المزمن. من ناحية أخرى، يكون فتق الحجاب الحاجز الخلقي معقدًا دائمًا، لأنه يؤثر في طريقة نمو أعضاء الجنين. الأطفال الذين يولدون بفتق الحجاب الحاجز الخلقي يعانون من أمراض خطيرة وسيحتاجون إلى رعاية مكثفة.
وختامًا، تختلف أنواع الفتق التي قد تصيب الشخص، لكن عند الإصابة بأي نوع من الأنواع لابد علاج الفتق تجنبًا للمضاعفات المحتملة، لذا لا تتردد في استشارة الطبيب.