انتشر مؤخرًا لدى العديد من الناس والأطفال مقاومة الأنسولين، الذي قد يسبب العديد من الأعراض التي تعكر صفو حياتهم، والتي تجعلهم يتساءلون ما هي أسباب الاصابة به، دعنا في هذا المقال نتعرف على أسباب مقاومة الأنسولين وطرق علاجها.
أسباب مقاومة الأنسولين
قد تتسبب العديد من العوامل والظروف في درجات متفاوتة من مقاومة الأنسولين، منها: الأسباب المكتسبة أو الوراثية. يعتقد العلماء أن الدهون الزائدة في الجسم، وخاصة حول البطن، والخمول البدني هما العاملان الرئيسيان المساهمان في مقاومة الأنسولين.
الأسباب المكتسبة لمقاومة الأنسولين
تتضمن الأسباب المكتسبة، ما يلي:
- الدهون الزائدة في الجسم:
يعتقد العلماء أن السمنة، وخاصة الدهون الزائدة في البطن وحول الأعضاء (الدهون الحشوية)، هي السبب الرئيسي لمقاومة الأنسولين. إذ يرتبط قياس الخصر بمقدار 40 بوصة أو أكثر للرجال و35 بوصة أو أكثر للنساء. كما أظهرت بعض الدراسات أن دهون البطن تنتج هرمونات ومواد أخرى قد تساهم في الالتهاب طويل الأمد في الجسم، الذي قد يلعب دورًا في مقاومة الأنسولين.
- الخمول البدني:
يجعل النشاط البدني للجسم أكثر حساسية للأنسولين ويبني العضلات التي يمكنها امتصاص جلوكوز الدم، ومن الممكن أن يسبب نقص النشاط البدني مقاومة الأنسولين. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط نقص النشاط البدني ونمط الحياة غير المستقر بزيادة الوزن، والتي قد تساهم أيضًا في مقاومة الأنسولين.
- النظام الغذائي:
أثبتت الدراسات العلاقة بين النظام الغذائي المكون من الأطعمة المعالجة للغاية والغنية بالكربوهيدرات والدهون المشبعة ومقاومة الأنسولين. إذ يهضم الجسم الأطعمة المعالجة والغنية بالكربوهيدرات بسرعة كبيرة، ما يتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم. وهذا يضع ضغطًا إضافيًا على البنكرياس لإنتاج المزيد من الأنسولين، والذي قد يسبب بمرور الوقت إلى مقاومة الأنسولين.
- بعض الأدوية:
قد تسبب بعض الأدوية مقاومة الأنسولين، بما في ذلك الستيرويدات وبعض أدوية ضغط الدم وبعض علاجات فيروس نقص المناعة البشرية وبعض الأدوية النفسية.
- الاضطرابات الهرمونية التي يمكن أن تسبب مقاومة الأنسولين
يصنع جسمك مئات الهرمونات؛ وهي مواد كيميائية تنسق وظائف مختلفة في الجسم عن طريق نقل الرسائل عبر الدم إلى الأعضاء والعضلات والأنسجة الأخرى. وقد تؤثر المشكلات المتعلقة بهرمونات معينة في مدى كفاءة الجسم في استخدام الأنسولين، وتتضمن الاضطرابات الهرمونية التي من الممكن تسبب مقاومة الأنسولين التالي:
- متلازمة كوشينغ: تحدث هذه الحالة عندما تتواجد كمية زائدة من الكورتيزول في الجسم؛ الذي يسمى هرمون التوتر، ويعد أمرًا حيويًا لتنظيم مستويات السكر في الدم وتحويل الطعام إلى طاقة. ومن الممكن يعمل الكورتيزول الزائد على مواجهة تأثيرات الأنسولين، ما يتسبب في مقاومة الأنسولين.
- ضخامة الأطراف: هذه حالة نادرة ولكنها خطيرة تحدث عندما يوجد مستويات عالية من هرمون النمو (GH)، الذي تتسبب المستويات العالية من هرمون النمو في زيادة إنتاج الجلوكوز، ما قد يؤدي إلى مقاومة الأنسولين.
- قصور الغدة الدرقية: تحدث هذه الحالة عندما تكون الغدة الدرقية غير نشطة ولا تنتج ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية. وتلعب هذه الغدة دورًا كبيرًا في تنظيم عملية التمثيل الغذائي (كيف يحول جسمك الطعام الذي تتناوله إلى طاقة). عندما تنتج كمية قليلة جدًا من هرمون الغدة الدرقية، فإنها تبطئ عملية التمثيل الغذائي، بما في ذلك عملية التمثيل الغذائي للجلوكوز، ما قد يؤدي إلى مقاومة الأنسولين.
الحالات الوراثية التي تسبب مقاومة الأنسولين
يوجد مجموعة من الحالات النادرة المرتبطة التي توصف بأنها متلازمات مقاومة الأنسولين الشديدة الموروثة، وتتضمن ما يلي:
- متلازمة مقاومة الأنسولين من النوع أ: تعمل مقاومة الأنسولين على إضعاف تنظيم نسبة السكر في الدم وتؤدي في النهاية إلى مرض السكري. غالبًا ما لا تظهر مقاومة الأنسولين والأعراض الأخرى حتى سن البلوغ أو بعده.
- متلازمة رابسون ميندنهال: يكون الأشخاص المصابون صغار جدًا، ويعاني الأطفال المصابون من فشل النمو، ما يعني أنهم لا ينمون ويكتسبون الوزن بالمعدل المتوقع.
- متلازمة دونوهو: يبدأ الأطفال المصابون في صغر حجمهم بشكل غير عادي قبل الولادة، ويعاوا من فشل النمو، ولا يعيش معظم الأطفال المصابين بهذه الحالة بعد سن الثانية.
- ضمور العضلات الميوتوني: وهو شكل من أشكال ضمور العضلات الذي يؤثر على العضلات والعينين وأعضاء الجهاز الصماء، بما في ذلك البنكرياس. وتنخفض حساسية العضلات للأنسولين بنحو 70% لدى الأشخاص المصابين بضمور العضلات الميوتوني، ما يؤدي إلى مقاومة الأنسولين.
- متلازمة ألستروم: وهي حالة وراثية نادرة تتميز بفقدان تدريجي للرؤية والسمع، والسمنة، ومرض السكري من النوع 2، وقصر القامة.
- متلازمة فيرنر: وهو اضطراب تقدمي نادر يتميز بظهور الشيخوخة المتسارعة بشكل غير عادي (الشيخوخة المبكرة). ويؤثر على العديد من جوانب الجسم، بما في ذلك الإنتاج غير الطبيعي للأنسولين ومقاومة تأثيرات الأنسولين.
- ضمور الشحم الوراثي: وهي حالة لا يستخدم فيها الجسم الدهون ويخزنها بشكل صحيح، ما يسبب مقاومة الأنسولين.
علاج مقاومة الأنسولين
يهدف علاج مقاومة الأنسولين خفض مستويات السكر في الدم والوقاية من مرض السكري من النوع 2، وهي كما سنوضح في السطور التالية:
- أدوية مقاومة الأنسولين
لا يوجد دواء يمكنه علاج مقاومة الأنسولين، ولكن قد يصف الطبيب أدوية لعلاج مشاكل صحية أخرى، مثل: ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الدم.
إذا كنت معرضًا لخطر متزايد للإصابة بمرض السكري، فقد تحصل أيضًا على دواء يسمى الميتفورمين (فورتاميت، جلوكوفاج، جلوميتزا، ريوميت)، وعادة ما يتم وصفه للأشخاص المصابين بمرض السكري للمساعدة في الحفاظ على نسبة السكر في الدم تحت السيطرة.
- اتباع نمط حياة صحي
يمكن أن تساعد تغييرات نمط الحياة على عكس مقاوالحد من مقاومة الأنسولين، مثل:
- ممارسة الرياضة: إن النشاط يحسن من مدى استخدام جسمك للأنسولين، مارس 30 دقيقة على الأقل من النشاط المعتدل، مثل: المشي السريع 5 أيام أو أكثر في الأسبوع.
- الوصول إلى وزن صحي: إن خسارة ما لا يقل عن 5% إلى 7% من وزنك قد يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، لذا تحدث إلى أخصائي تغذية لمساعدتك على ذلك.
- تناول كميات أقل من الأطعمة المصنعة: يجب تقليل الكربوهيدرات المكررة، التي تحث على إنتاج المزيد من الأنسولين.
- تجنب التوتر: قد ترتفع مستويات السكر في الدم عندما تشعر بالتوتر، لذا عليك استشارة الطبيب النفسي، في حالة عدم السيطرة على التوتر الذي تشعر به.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: قد يؤدي النوم أقل من 7 ساعات إلى زيادة مقاومة الأنسولين. وللحصول على مزيد من الراحة، حاول عدم القيلولة بعد الساعة 3 مساءً و والوجبات الكبيرة قبل النوم.
- الإقلاع عن التدخين: إذ يزيد التبغ من مقاومة الأنسولين.
وختامًا، بعد أن عرفت كل ما تريد عن أسباب مقاومة الأنسولين وطرق علاجها، ضع في اعتبارك أن مقاومة الأنسولين هي حالة معقدة، في بعض الحالات، قد لا تنخفض مستويات السكر في الدم إلى المستويات الطبيعية، ولكن لا يزال بإمكانك السيطرة عليها.