كثيرًا ما نقوم بعادات سيئة في حياتنا اليومية، تعرضنا إلى العدوى أو التوتر، والتي تؤثر على صحتنا بشكل أو آخر، والمعدة ليست استثناء من هذا التأثر بجانب العديد من العوامل الأخرى، لذا تابع في هذا المقال ما هي قرحة المعدة والأسباب التي تؤدي إليه.
ما هي قرحة المعدة؟
قرحة المعدة هي تآكل يحدث في الطبقة المخاطية المبطنة للمعدة، والتي تحميها من العصارات الحمضية الهاضمة، وتعد سببًا شائعًا لألم المعدة البؤري؛ وهو الألم الذي قد تشعر به قادمًا من مكان محدد، غالبًا ما يكون حارقًا أو مؤلمًا. ولكن لا تسبب جميع قرحات المعدة أعراضًا ملحوظة.
قرحات المعدة شائعة وقابلة للعلاج، لكنها قد تصبح خطيرة إذا استمرت لفترة طويلة دون علاج. تنزف بعض القرح باستمرار، ما قد يؤدي إلى فقدان كبير للدم بمرور الوقت، ومن الممكن أن يستمر بعضها في التآكل عبر جدار المعدة حتى يحدث ثقب. وفي بعض الأحيان، تسمى قرحة المعدة بقرحة هضمية.
ما هي أعراض قرحة المعدة؟
يشعر الشخص بقرحة المعدة وكأنها بقعة مؤلمة في المعدة، والتي تقع في الجزء العلوي من البطن، بين عظم الصدر وسرة البطن، إلى اليسار قليلاً.
وقد يشعر الشخص بألم القرحة وكأنه حرقة حمضية في المعدة أو وكأن شيئًا يأكلها. هذا الشعور ليس وهمًا، إنما هي أحماض المعدة والإنزيمات والمواد الكيميائية الأخرى تأكل الجرح.
يعاني العديد من الأشخاص من عسر الهضم مع قرحة المعدة، ما يسبب ألمًا حارقًا في المعدة مع شعور بالامتلاء. فقد تشعر بالشبع بعد فترة وجيزة من بدء تناول الطعام أو بعد فترة طويلة من تناوله.
وقد تظهر أعراض على بعض الأشخاص أيضًا، مثل:
- ارتجاع الحمض وحرقة المعدة.
- الغثيان والقيء.
- الانتفاخ والتجشؤ وألم الغازات.
ترتبط هذه الأعراض بالحالات التي تسببت في قرحة المعدة.
لا يشعر بعض الأشخاص بقرحة المعدة على الإطلاق، وتسمى هذه القرحة الصامتة. وقد لا يعاني البعض أيضًا من أي أعراض حتى يصابوا بمضاعفات، مثل: النزيف أو الثقب.
قد تتضمن هذه الأعراض:
- الشحوب.
- الدوار أو الضعف أو الإغماء.
- دم أسود في البراز.
- قيء يشبه حبيبات القهوة.
- ألم شديد مفاجئ في البطن لا يزول.
إذا ظهرت عليك أي من هذه الأعراض، فاستشر الطبيب المختص على الفور.
أسباب قرحة المعدة
يعد السببان الأكثر شيوعًا لقرحة المعدة هما عدوى بكتيريا الملوية البوابية والإفراط في استخدام الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs)، كما سنوضح:
- عدوى الملوية البوابية
تعد الملوية البوابية عدوى بكتيرية شائعة جدًا تصيب ما يصل إلى نصف الأشخاص في جميع أنحاء العالم، والتي تعيش بشكل أساسي في المعدة. غالبًا لا تسبب أي مشكلات، ولكن في بعض الأحيان، تنمو بشكل مفرط. ومع استمرار البكتيريا في التكاثر، فإنها تأكل بطانة المعدة، ما يسبب التهابًا مزمنًا يؤدي إلى قرحة المعدة.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية هي مسكنات شائعة للألم بدون وصفة طبية، مثل: الإيبوبروفين والنابروكسين والأسبرين. تعمل هذه الأدوية على تهيج بطانة المعدة عند ملامستها، كما أنها تمنع بعض المواد الكيميائية التي تدافع عنها.
دائمًا ما تتعافى بطانة المعدة من هذه الإصابات البسيطة. ولكن في حال تناول الكثير من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بشكل متكرر، زاد معدل تآكل البطانة الواقية، ولن تتمكن في النهاية من هذا التعافي.
- أسباب أخرى
تتضمن الأسباب الأقل شيوعًا لقرحة المعدة ما يلي:
- العدوى الأخرى: نادرًا ما تسيطر العدوى البكتيرية أو الفيروسية أو الفطرية الأخرى على المعدة، وتسبب التهاب المعدة التآكلي.
- متلازمة زولينجر إليسون: هذه حالة نادرة تتسبب في إنتاج المعدة للكثير من حمض المعدة، ما يؤدي إلى تآكل البطانة.
- الإجهاد الفسيولوجي الشديد: قد تصاب بقرحة الإجهاد إذا كان الجسم يكافح للتعافي من مرض أو إصابة تهدد الحياة، ما يؤدي إلى تغيير توازن درجة الحموضة ، ويجعل المعدة أكثر حمضية.
- نمط الحياة غير الطبيعي : لا تسبب هذه العوامل، مثل: مستويات التوتر اليومية والطعام والمشروبات، قرحة المعدة، لكنها من الممكن أن تجعل الأعراض أسوأ، كما أن أي شيء يزيد من حموضة المعدة قد يؤدي إلى تهيج الجرح، بما في ذلك:التدخين والأطعمة الحارة والحامضة.
وختامًا بعد أن تعرفت إلى ما هي قرحة المعدة والأعراض التي قد تظهر عليك، فيجب عليك تجنب الأسباب التي تؤدي إلى القرحة، ولا تتردد في استشارة الطبيب حتى لا تتفاقم الأعراض.